الغزوات الاسلامية قراءة أخلاقية

الغزوات الإسلامية قراءة أخلاقية

الغزوة بالتعريف هي الذهاب إلى أرض العدو وقتاله في أرضه أي أن تغير عليه وتبادره أنت بالقتال.هي سلب كل شيء تتمكن منه من نساء وأطفال ورجال وممتلكات واعتبارها غنائم توزع على المغيرين حسب مكانتهم.
ومن ذلك نفهم أن الغزو هو عمل بشع ومقيت بكل المعايير الإنسانية لا يقبله ضمير أو وجدان وإلا لوجدنا أن شريعة الغزو مطبقة الآن بنفس الطريقة والأسلوب التي مورست بها قديما.والمؤسف جدا في هذا العمل الذي مارسه العرب قديما أنه انتقل إلى الإسلام ومارسه رسول المسلمين بنفسه أحياناً وبإرساله سرايا في أحيان أخرى..ومهما حاولنا التبرير لهذه الغزوات فهي فعل لا يقبله عقل ويذهب بإنسانيتنا بعيدا عن القيم والأخلاق ولمعرفة مدى السوء في هذا الفعل المشين دعونا نتصور أحدا هجم على بيتك وفي غفلة منك واستباح عائلتك وأخذ زوجتك حلالاً له وقتل أولادك وأخذ ما تملكه في بيتك والذي تعبت كثيرا لأجل الحصول عليه ليعينك وأسرتك في هذه الحياة تخيل نفسك مكان من غزاهم محمد وقتل من قتل وسبى وأخذ النساء ووو.....إنها لجريمة كبرى تعجز العقول تخيلها فكيف برسول من عند الله يفعلها بل يؤيده الله بفعلها .أي إله هذا الذي يفعل ذلك وأي رسول وأية رسالة.قتل وإرهاب بدون حساب غايته النساء والأموال والجواري وتأسيس دولة على دماء المستضعفين والأبرياء. وهذه الغزوات التي كانت بداية ضد المجموعات والقبائل المجاورة تحولت إلى حروب أكبر وأوسع تحت مسميات الفتح ونشر الدين والتسامح...
جاء في سورة الأنفال 8: 65 يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ المُؤْمِنِينَ عَلَى القِتَالِ . وهذا ما فعله محمد أمر بالغزو وقاده بنفسه حتى بلغت مغازيه التي غزا فيها بنفسه تسعاً وعشرين وهي:
1 - غزوة ودان حدثت في العام الهجري الثاني
2 - غزوة بواط حدثت في العام الهجري الثاني
3 - غزوة العشيرة حدثت في العام الهجري الثاني
4 - غزوة سفوان وتسمى غزوة بدر الأولى حدثت في العام الهجري الثاني
5 - غزوة بدر الكبرى حدثت في العام الهجري الثاني
6 - غزوة بني سليم حدثت في العام الهجري الثاني
7 - غزوة بني قينقاع حدثت في العام الهجري الثاني
8 - غزوة السويق حدثت في العام الهجري الثاني
9 - غزوة غطفان وهي غزوة ذي أمر حدثت في العام الهجري الثالث
10 - غزوة بحران بالحجاز حدثت في العام الهجري الثالث
11 - غزوة أُحد حدثت في العام الهجري الثالث
12 - غزوة حمراء الأسد حدثت في العام الهجري الثالث
13 - غزوة بني النضير حدثت في العام الهجري الرابع
14 - غزوة ذات الرقاع وهي غزوة محارب وبني ثعلبة حدثت في العام الهجري الرابع
15 - غزوة بدر الأخيرة وهي غزوة بدر الموعد حدثت في العام الهجري الرابع
16 - غزوة دومة الجندل حدثت في العام الهجري الخامس
17 - غزوة بني المصطلق ويقال لها المريع حدثت في العام الهجري الخامس
18 - غزوة الخندق حدثت في العام الهجري الخامس
19 - غزوة بني قريظة حدثت في العام الهجري الخامس
20 - غزوة بني لحيان حدثت في العام الهجري السادس
21 - غزوة الحديبية حدثت في العام الهجري السادس
22 - غزوة ذي قُرُد حدثت في العام الهجري السادس
23 - غزوة خيبر حدثت في العام الهجري السابع
24 - غزوة عمرة القضاء حدثت في العام الهجري السابع
25 - غزوة مؤتة حدثت في العام الهجري الثامن
26 - غزوة فتح مكة حدثت في العام الهجري الثامن
27 - غزوة حنين حدثت في العام الهجري الثامن
28 – غزوة الطائف حدثت في العام الهجري الثامن
29 - غزوة تبوك حدثت في العام الهجري التاسع
حيث أن معظم الغزوات نزلت بها الآيات للدلالة على رضا الله عنها فهي غزوات يرافقها الوحي. هي تلبية لطلب الله بقتال من لا يؤمن بالله والرسول... جاء في سورة التوبة 29« قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ...أي أن كل الغزوات كانت عملا أخلاقيا مشروعا..مطلوباً من الله بشكل مباشر وصريح.وبتبريرات من الله نفسه.لأن الآخر لا يؤمن بالله ولا يؤمن بالرسول ولكي يدفع الجزية(المال) أي لتأمين المال
ولتمكين العقيدة من الانتشار دون عقبات، والسيطرة على الطرق التجارية كما حدث في غزوة ودان حيث كان الهدف منها هو تهديد طريق قريش التجارية بين مكة والشام وعمل تحالف مع بعض القبائل المسيطرة على هذه الطريق لخنق أهل قريش وفرض الدين عليهم.
وأما سراياه أي غزواته التي لم يذهب فيها بنفسه، بل بعث فيها أصحابه فسبع وأربعون سرية.وقيل ثمان وثلاثين وقيل تزيد على سبعين سرية.وهذا العدد الكبير من الغزوات يدل على أن الغزوات هي جزء هام من العقيدة لأنه كيف نفهم ونقبل هذا الكم الكبير منها خلال فترة قصيرة جدا لا تتعدى الست سنوات .فقد كان يرسل فرسانه الأشداء ليعملوا السيوف في الرقاب وينهبوا ما استطاعوا ويفرضوا قوتهم وجبروتهم على القبائل آنذاك وقد اعتمد وبشكل كبير على الصعاليك الذين تمرسوا هذه الأعمال وعقد معهم اتفاقات يعطيهم بموجبها بعضاً من الغنائم مقابل مساعدتهم له في الغزوات. خاصة وأن الصعاليك فرضوا الخوف والرهبة على الجميع لأنهم قتلة ولا يهمهم سوى النهب والسلب مهما كان الثمن من الأرواح والممتلكات.فهل يعقل أن يتم هذا التحالف مع قتلة؟؟؟ وهنا نذكر بعض المعلومات عن بعض الغزوات والسرايا فقط:
1 - سرية ابن الحضرمي:
جاء في سورة البقرة 2: 217 يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ . فقد بعث محمدٌ عبدَ الله بن جحش على رأس سرية من ثمانية أشخاص إلى مكانٍ يُقال له بطن نخلة وتربَّصوالعير قريش. وكان في العير عمرو بن الخضرمي فقتلوه وأسروا الحكم بن كيسان وعثمان. واستاق المسلمون العير والأسيرين.
2 - غزوة أُحد:
جاء في سورة آل عمران 3: 140 وَلِيَعْلَمَ اللهُ الذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ . غزا محمد العرب وكان معه سبعمائة نفر في أُحد فهُزم العرب أولاً، ثم انتصروا وكسروا أنف محمد و أسنانه الأربعة الأمامية .وشجّوه في وجهه فأثقله وتفرَّق عنه أصحابه. ونهض إلى صخرة ليعلوها فلم يستطع، فجلس تحت طلحة. وأقبل أحد العرب يريد قتل محمد فذبَّ عنه صاحب الراية فقُتل صاحب الراية. فصاح العربي: إني قتلت محمداً! لأنه ظن أنه قتل محمدا فانكفأ الناس. وجعل محمد يقول إليّ يا عباد الله إليّ يا عباد الله. فاجتمع إليه ثلاثون رجلاً فحموه بشق الأنفس. فأخذ في لعن الذين هزموه وحاول إنعاش أفئدة الذين انهزموا فقال وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء .
3 - غزوة بدر الصغرى:
جاء في سورة آل عمران 3: 123 وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ . قال البيضاوي: بدر بئر ماء بين مكة والمدينة لرجل اسمه بدر فسمي به وفي غزوة بدر قتل المسلمون سبعين رجلاً وأسروا سبعين. قام المسلمون بردم بئر الماء - بعد أن استولوا عليه وشربوا منه - حتى لا يتمكن المشركون من الشرب منه . وقبل أن تبدأ المعركة ، تقدم ثلاثة من صناديد قريش وهم : عتبة بن ربيعة ، وأخوه شيبة ، وولده الوليد يطلبون من يبارزهم من المسلمين . فتقدم ثلاثة من الأنصار ، فصرخ الصناديد قائلين : " يا محمد ، أخرج إلينا نظراءنا من قومنا من بني عمنا" فقدم الرسول عليه الصلاة والسلام عبيدة بن الحارث ، وحمزة بن عبد المطلب ، وعلي بن أبي طالب . فبارز حمزة شيبة فقتله ، وبارز علي الوليد فقتله ، وبارز عبيدة عتبة فجرحا بعضهما ، فهجم حمزة وعلي على عتبة فقتلاه . واشتدت رحى الحرب ، وحمي الوطيس . ولقد أمد الله المسلمين بالملائكة تقاتل معهم . قال تعالى : بلى إن تصبروا و تتقوا و يأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين وهكذا انتهت المعركة بنصر المسلمين وهزيمة المشركين ، حيث قتل من المشركين سبعون وأسر منهم سبعون آخرون . أما شهداء المسلمين فكانوا أربعة عشر شهيدا . ولقد رمى المسلمون جثث المشركين في البئر ، أما الأسرى فقد أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم أربعة آلاف 4000 درهم عن كل أسير امتثالا لمشورة أبي بكر ، أما من كان لا يملك الفداء فقد أعطه عشرة من غلمان المسلمين يعلمهم القراءة والكتابة . وهكذا انتصر المسلمون انتصارا عظيما بإيمانهم على المشركين الذين كفروا بالله ورسوله .هكذا كان الله يحارب ويغزو ويرسل الملائكة لتقتل الأبرياء وتساند الغزاة...


4 - غزوة حنين:
جاء في سورة التوبة 9: 25 لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ .وقد قال البيضاوي أن حنين وادي بين مكة والطائف حارب فيه رسول الله والمسلمون وكانوا اثني عشر ألفاً، العشر الذين حضروا فتح مكة وألفان انضموا اليه من الطلقاء. فلما التقوا قال النبي: لن نغلب اليوم من قلة إعجاباً بكثرتهم. واقتتلوا قتالاً شديداً فانهزموا وبقي رسول الله في مركزه وليس معه إلا عمه العباس وابن عمه أبو سفيان. ونادى به عباد الله يا أصحاب الشجرة يا أصحاب البقرة. فجاءوا قائلين: لبيك لبيك. وحمي وطيس الحرب فانهزم الكفار وقد سبى محمد يومئذ ستة آلاف نفس وأخذ من الإبل والغنم مالا يحصى .
5 - غزوة بدر:
جاء في سورة القمر 54: 44 و45 أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ سَيُهْزَمُ الجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ . قال البيضاوي: قال عمر رضي الله تعالى عنه إنه لما نزلت قال لم أعلم ما هو فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله يلبس الدرع ويقول سيهزم الجمع فعلمته .
6 - غزوة النضير:
جاء في سورة الحشر 59: 2 هُوَ الذِي أَخْرَجَ الذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَّوَلِ الحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ فَأَتَاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي المُؤْمِنِينَ فَا عْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارْ . روي أنه لما قدم المدينة صالح بني النضير على ألا يكونوا له أو عليه. فلما ظهر يوم بدر قالوا إنه النبي المنعوت في التوراة بالنصرة. فلما هُزم المسلمون يوم أُحد ارتابوا ونكثوا وخرج كعب بن الأشرف في أربعين راكباً إلى مكة وحالفوا أبا سفيان. فأمر محمد أخا كعب من الرضاعة فقتله، ثم صحبهم بالكتائب وحاصرهم حتى صالحوا على الجلاء، فجلا أكثرهم إلى الشام، ولحقت طائفة بخيبر والحيرة. هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر - أي في أول حشرهم في جزيرة العرب إذ لم يصبهم هذا الذل قبل ذلك. والحشر إخراج جمع من مكان إلى آخر. ما ظننتم أن يخرجوا - لشدة بأسهم ومنعتهم. يخربون بيوتهم بأيديهم - ضناً بها على المسلمين.
7 - غزوة تبوك:
جاء في سورة التوبة 9: 73 و74 يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ وَا غْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ يَحْلِفُونَ بِاللهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّوا بِمَالمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرال هُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللهُ عَذَاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَالهُمْ فِي الأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ . قال البيضاوي: يا أيها النبي جاهِد الكفار - بالسيف واغلُظ عليهم - في ذلك ولا تحابهم. يحلفون بالله ما قالوا - روي أن النبي أقام في غزوة تبوك شهرين ينزل عليه القرآن ويعيب المتخلفين. فقال الجلاس بن سويد لئن كان ما يقول محمد لإخواننا حقالنحن شر من الحمير. فبلغ ذلك النبي ، فاستحضره فحلف بالله ما قاله ونزلت فتاب الجلاس وحسنت توبته. وهموا بمالم ينالوا - من فتك الرسول وهو أن خمسة عشر منهم توافقوا عند مرجعه من تبوك أن يدفعوه عن راحلته إلى الوادي إذا تسنَّم العقبة بالليل. فأخذ عمار بن ياسر بخطام راحلته يقودها وحذيفة خلفه يسوقها. فبينما هما كذلك إذ سمع حذيفة بوقع أخفاف الإبل وقعقعة السلاح فقال: إليكم إليكم يا أعداء الله فهربوا. وما نقموا - وما أنكروا أو ما وجدوا ما يورث نقمتهم. إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله - فإن أكثر أهل المدينة كانوا محاويج في ضنك من العيش فلما قدمهم رسول الله أثروا بالغنائم. فالغزوات تأتي بالغنائم والغنى والثراء .فكيف نقبل منطق الغزو ؟؟؟؟
الدخول في تفاصيل الغزوات وما حدث وقتها من نقاشات واستعدادات لها يطول جدا جدا ولكن بعض الأخبار والمعلومات تعطي الفكرة وتبين الهدف فالغزوات هي عار في جبين من فعلها ومن كان يخطط لها والعار الأكبر أنها نسبت إلى الله رعاية وحماية وأمراً فكان الله صورة عن فكر محمد يوافقه في كل شيء يريده ويدعمه بالآيات الجاهزة مسبقاً.هذه الغزوات مستمرة الآن بأشكال وأشكال وحجج ومبررات الاقتداء بالأولين وتطبيق الشريعة كما طبق الأولون وتهجير كل من لا يؤمن بالرسول ولا يؤمن بالله كما يؤمن المسلمون ....

عهد صوفان
ahedsoufan1957@hotmail.com



Hotmail: Powerful Free email with security by Microsoft. Get it now.