يالسحر الموسيقى

ثقافة نفسية:(3) يالسحر الموسيقى!
أ.د قاسم حسين صالح
رئيس الجمعية النفسية العراقية

هل تصدق ان الابقار التي يسمعونها موسيقى تدر كميات وفيرة من الحليب وتمتاز بقيمة غذائية ؟ !. وان حقول البطاطس المزودة باجهزة صوتية تصدر منها موسيقى كلاسيكية ، اعطت محصول اكثر جودة من حقول البطاطس التي نمت بدون موسيقى ؟! .
هذا ما تفعله الموسيقى بالحيوانات والنباتات ، فما الذي تفعله بالانسان يا ترى ؟ .

لقد اثبتت البحوث العلمية ان تأثير الموسيقى في الانسان يبدأ من كونه جنينا في الشهر الرابع للحمل ! وان الجنين الذي يستمع الى موسيقى هادئة تعمل على ان تجعل ضربات قلبه هادئة ايضا" . وأوضحت دراسات أخرى أن الأم الحامل والجنين يتأثران تأثيراً منعشا بموسيقى موزارت الهادئة ذات الايقاع الجميل والأنغام الرقيقة، وتِؤثر ايجابيا في صحة الطفل ووزنه وصحة الأم وسلامتها. والمدهش ان الجنين الذي يستمع للموسيقى يستطيع بعد سنوات من ولادته إدراك وتمييز الأغاني والألحان التي كان يسمعها وهو داخل الرحم، ولذلك فان الطفل حينما يبكي فانه يتوقف عن البكاء بمجرد سماعه أغنية من الأغاني التي سمعها وهو جنين!.

وكشفت الدراسات أن الجنين يتأثر إيجابياً أو سلبياً بأصوات الأب والأم وسائر أفراد الأسرة، كما يتأثر بانفعالاتهم وأفكارهم وينزعج وتضطرب وظائف أعضائه إذا شاهدت الأم أفلام العنف والجريمة أو سمعت موسيقى صاخبة أو اصواتاً مزعجة. وأن سماع الجنين للموسيقى يؤدي إلى تغيرات هرمونية من شأنها وقاية الجنين من الأمراض العصبية والنفسية ، وحتى وقايته من عيوب النطق والعجز في التعلم .
وما يدهش ايضا أن سماع الأطفال للموسيقى الهادئة يؤدي إلى رفع مستوى الذكاء والابداع والتحصيل الذهني لديهم، وهذا ما أكدته الاختبارات التي اجريت على الأطفال الذين يسمعون الموسيقى الكلاسيكية وخصوصاً موسيقى موزارت . وأن لهذه الموسيقى بالتحديد تأثيرات فسيولوجية تساعد على افراز مواد كيميائية بالمخ تشبه المورفين من حيث فعاليته في تسكين الألم وإحداث النشوة والتغلب على الأرق والقلق.
وتوصلت إحدى الدراسات إلى أن سماع الحوامل للموسيقى الكلاسيكية لمدة أربعة أسابيع في الشهر الثامن يقلل من مضاعفات الحمل والولادة ويؤدي أيضاً إلى تقليل فترة الولادة. وفي دراسة أخرى أجريت على عدد من المرضى الذين يعانون آلاماً شديدة في المفاصل ويشكون صعوبة الحركة والاضطرابات النفسية بسبب المرض، اتضح بعد سماعهم الموسيقى الكلاسيكية لمدة 18 أسبوعاً، أن حدة الألم قد انخفضت لديهم بصورة كبيرة مع تحسن واضح في حالتهم النفسية وقدرتهم على المشي والحركة.
وفي دراسات أجريت في جامعة واشنطن على 90 محرراً من محرري الكتب والصحف أن الاستماع للموسيقى لمدة ساعة ونصف الساعة تزيد من دقة هؤلاء المحررين في عملهم بمقدار (20%) مقارنة بالمحررين الذي لا يسمعون الموسيقى.( أكيد راح يطالبون محررو الصحف العراقية بموسيقى تريحهم ..بس لا يكون انعدوا من السياسيين و ماراح يتفقون على نوع الموسيقى !).



Hotmail: Trusted email with powerful SPAM protection. Sign up now.