وهم الحضارة العربية واسهامها في حضارة العالم


 

مرفوع من الخدمة


الأمازيغ وتجربة الحفاظ على الهوية في وجه العروبة

Posted: 30 Jan 2010 05:19 PM PST


أكثر ما يلفت النظر في الحفاظ على الهوية الوطنية في مواجهة الزحف العروبي منذ بداية دولة العرب وحتى الآن تجربتان الاولى هي التجربة الفارسية والثانية هي التجربة الأمازيغية
أما التجربة الفارسية فكان لها من المقومات ما سهل لها الحفاظ على الهوية المستهدفة فهي في النهاية هوية وطنية تستند الى كيان دولة وقعت تحت الاحتلال العربي هذه حقيقة لكنها تملك جغرافيتها ولغتها الخاصة وحتى عندما قبلت بالاسلام فقد اختارت وابتكرت اسلامها الخاص اللذي اجهد اصحاب الاسلام الاصليين في التعامل معه ، ويمكن القول بشئ من الثقة أن الاسلام الإيراني يخدم المصلحة الوطنية الإيرانية بأكثر مما يخدم الوازع الدينى فقد احتفظت فارس قديما او إيران او سمها ما شئت بلغتها دونما تغيير يذكر بل وادخلوا على العربية الكثير من المفردات وظلوا حافظين لمصالحهم وهويتهم وعداواتهم القديمة التى آن لها أن تظهر من جديد وتثير الرجفة في قلوب العرب على امتداد اراضيهم
لكن التجربة الأمازيغية كانت شيئا مختلفا فهي لم تحظ بحاكمية الجغرافية التى ساعدت الإيرانيين على الحفاظ على هويتهم كما أنهم لم يملكوا قرارهم في العديد من الدول التى حلوا عليها سواء طوعا او كرها ، إضافة إلى أنهم في النهاية تعرضوا إما للتهميش وإما للمقاومة والتنكيل وإما للإستخدام كوقود لحروب الآخرين


نموذج للفن الأمازيغي 
وإذا أردنا الحديث عن التجربة الأمازيغية فلابد من التعريف بهذا الشعب اللذي استطاع على مدى قرون أن يتقن العربية ولكن بلهجته الخاصة

 و يختار ضمن ما اختار الحفاظ على هويته التى يعليها فوق مفاهيم الدين والدولة
كلمة أمازيغ ومفردها مازيغ  تعنى في لغتهم الرجل الحر النبيل لكن للتعريف السليم بهم يقال لهم أمازيغ بينما يطلق عليهم العرب لفظ (بربر) أو (برابرة) كمحاولة لنعتهم بالبربرية
و مواطن حركتهم وسكناهم تمتد من غرب مصر وواحة سيوة حتى جزر الكناري في اقصي غرب القارة الأفريقية متعمقين فيها نحو النيجر ومالي وهم تحديدا سكان الشمال الأفريقي اللذي اصطلح على تسميته بعد ذلك بالمغرب العربي
ومع دخول العرب عهد قوتهم سيروا الإغارات على شعوب الشمال الأفريقي واخضعوه بكل السبل فاختارت فئة من الأمازيغ التحالف مع العرب وهي كما هي العادة فئة الصفوة الحريصة على مصالحها الاقتصادية او السياسية او النخبوية واصبح هؤلاء منادين بالعروبة بعد ذلك
وعلى الرغم من الاحتلال العربي للمناطق الأمازيغية فقد بقى الأمازيغ يتحدثون لغتهم الاصلية بلهجاتها وتنويعاتها المختلفة في البلدان التى يسكنونها فحوالي 60 بالمائة من سكان المغرب لغتهم الام هي الامازيغية بينما تنخفض النسبة في الجزائر الى حوالي الثلاثين بالمائة وليبا الى حوالي العشرين بالمائة ولكن دون اعتراف من هذه الدولة بتلك البيانات

وقومية الامازيغ توجد موزعة على دول اخري بشكل اقل شهرة فهم موجودون في تونس، موريتانيا، مالي، النيجر و بوركينافاسو ومصر

ولعل من الضروري أن نقول ان الامازيغ جمعتهم صلات جيدة بالحكم الروماني فاتخذ منهم الروم جنودا ويذكر ان عددا من قياصرة الروم يرجع اصلهم الى الامازيغ هم سبتيموس ،سيفاريوس، كركلا ، ماكرينوس

وعندما اخضع العرب الشمال الافريقي استخدموا الأمازيغ ايضا ولعل اوضح مثال لدولة الأمازيغ التى يتجاهلها الجميع هي دولة الأندلس ففاتح الأندلس هو طارق بن زياد وهو رجل أمازيغي قلبا وقالبا وليس من اصل امازيغي و اثنان من دول العرب في الاندلس كانتا دول امازيغية صريحة هي دولة المرابطين ودولة الموحدين ولعل ذلك كان السبب في كون الاندلس كان راعيا للفنون والموسيقي وكان اهله ميالين لسماع الطرب و تجميل المدن ويتميزون بقبول الاخر غير متشددين في الدين وهي كلها كما ترى ليست عادات عربية او عرفت عن العرب


نموذج للكتابة الأمازيغية

أما عن وجود الأمازيغ في مصر فهو قديم بأكثر مما يتصور احد و يرجع الوجود الأمازيغي في مصر إلى عهد الملك رمسيس الثالث الذي اعتاد أن يأتي بمرتزقة من ليبيا ليدعم بهم الجيش المصري وقد وصل بعض العناصر منهم إلى مناصب هامة في البلاط الملكى وإلى مراكز القيادة في الجيش لعل أبرزهم هو شيشنق اللذي حكم مصر باسم الملك "شيشنق الأول". واستمر حكم الأمازيع لمصر لمدة 200 عام، شكلوا خلالها الأسر 22 و23 و24 حتي سقط حكمهم علي يد النوبيين بزعامة الملك "بعنخي" وقد حكموا مصر لمدة 15 عاماً وشكلوا الأسرة رقم 25، وبعد سقوط حكم الأمازيغ ظلوا موجودين في صحراء مصر الغربية وانحصروا في منطقة "سيوه".
وفي العصر الفاطمي، جاءت موجة الهجرة الثانية للأمازيغ بإتجاه مصر  مع جيش المعز لدين الله الفاطمي رابع خلفاء الدولة العبيدية في المغرب الذي قرر فتح مصربجيشاً قوامه 100 ألف جندي مع جوهر الصقلي كان غالبية جنوده من الأمازيغ ممن يتبعون المذهب الشيعي الإسماعيلي ولم يكن غزو مصر دمويا بسبب أن  المصريين كانوا يكرهون الدولة الأخشيدية فرحبوا بالغازي الجديد بل وأخذوا عنه ما يقول عنه العرب (بدع) مثل  فانوس رمضان واحتفالياته الدينية والكثير من مظاهر ملابسه وتأثروا كثيرا بالغيبيات التى كان يؤمن بها وتأسس الأزهر بمصر كجامع شيعي في البداية ومازال المصريون ينظرون لكثير من رموز الشيعة حتى اليوم بكثير من الاكبار

وحتى الآن مازالت بعض بوابات القاهرة القديمة تتسمى على اسامي القبائل التى استوطنت قربها مثل أبواب الشعرية  و زويلة  وجدير بالذكر ان منطقة درب سعادة بالقاهرة تعود تسميتها لجندي امازيغي يدعي سعادة أما كلمة درب فهي مرادف منطقة او حارة

أما في الوقت الحاضر فيمثل القول بالقومية الأمازيغية صداعا في رأس دول الشمال الأفريقي لكنه يمثل في نفس الوقت صداعا أكبر لدي دعاة القومية العربية فعلو النغمة الأمازيغية في الخطاب يهدد العروبيين بفقدان أراض اكتسبوها عبر الغزو والإغتصاب لذلك لا تدخر دول الخليج العربي جهدا لدعم نخب الشمال الافريقي لوأد  الطرح الأمازيغي بشتى الوسائل 




نموذج للفن الامازيغي

وهنا لابد ان نقر بأن هناك حساسية تحكم علاقتنا كمصريين بكثير أو بالأحرى بكل شعوب الشمال الأفريقي ويدهشنى أن يتسائل مثقفون وإعلاميون عن السبب وراء ذلك رغم انه جلي وواضح فعبائة العروبة كانت قد سقطت إلا قليلا عن هذه المنطقة من العالم وجل ما كان ينقصها هو زوال الاستعمار الفرنسي او البرتغالي او غيره لتبرز شعوبها على هويتها الأصلية بعيدة كل البعد عن المحيط العربي منتمية لمحيطها الأفريقي الطبيعي ولحوض البحر المتوسط كبديهية جغرافية لكن المد الناصري اللذي امتطى العروبة مطية لتحقيق شعبية وهمية أدى الى أن يدخل هذه الشعوب قسرا مرة اخرى داخل حلقة العروبة عبر دعمه لعروبيين لسخرية القدر كان بعضهم لا يجيد العربية وعبر تمويله ودعمه لقيادات وافقت على الجهر بعروبيتها فخرجت هذه الدول من نير الاستعمار الجلي المعلوم لتسقط فيما هو أسوء وهو استعمار الافكار بإسم العروبة والقومية

وبطبعية الحال اصبحت لفظ بربر التى اطلقها العرب على الامازيغ سبة ووصفا مشينا تماما كما حولوا في مصر كلمة الفرعون من لفظ له وجاهته الى سبة ونعتا بالكفر عبر مشايخهم ومتأسلميهم

أرجو ان اكون قد وضحت فكرة حية عن الأمازيغ وقد ارفقت صورا لكتابات الأمازيغ وبعض الفيديوهات المصورة لفنونهم ويمكننا أن نري من خلال الفنون الأمازيغية وطريقة الكتابة ان شعوب الشمال الافريقي تختلف طبيعة ولحنا موسيقيا تماما عن عرب الجزيرة التى اقحموا على ان يكونو معها في سلة واحدة أمام العالم كله
 
وهم الحضارة العربية واسهامها في حضارة العالم

Posted: 30 Jan 2010 11:15 AM PST


أنا شخصيا ملتزم بإحترامي لجميع الأديان وان اختلفت منطلقاتها سواء أديان وضعية أو سماوية فهي سواء اتفقت او اختلفت معها فهي تشكل معتقد لفئة من البشر ،وبغض النظر عن صحة الدفع الدينى او محتواه فهو قناعة لدى البعض لذا لزم احترامها حتى ان كنت تختلف معها 
والاسلام دين كما المسيحية واليهودية وكما كانت عقيدة التوحيد في اهازيج اتون وكما كان كتاب الموتى يشكل ضميرا جمعيا للمصريين في وقت من الاوقات
المشكلة ليست في اتباع الديانات ولكن في استيراد وجهات النظر من جزيرة العرب حيث نشأت وجهات النظر وعرفهم الاخلاقي اللذي صبغ محتواهم الدينى بصبغة بدوية قاسية

 على مفاهيم القتال وتمجد العنف وتنظر للأخر نظرة دونية لكنها تخفي في حقيقتها شعورا بالنقص يقومون بتعويضه لا شعوريا بما يعرف علميا بالتعويض الزائد فترى من يعاني اعاقة في احدى قدميه يحاول ان يجري بسرعة وهذا ما يتبعونه وقد تمكنوا في بعض الاحيان من التأثير عبر شراء اقلام الصحفيين والتأثير بأموالهم على الحكام وتطبيع من ذهب للعمل لديهم بطباعهم



وهم الحضارة العربية

في البداية لابد ان نذكر انه قد اعتاد العروبيين أن يذكروا بمزيد من الفخر فضلهم على الحضارة الأوروبية ويتشدقون بكونهم هم من ابتدع العلوم المختلفة مجاهرين بكونهم أصل الطب والهندسة والجبر وغيرها من العلوم ويصبح من العسير على الفهم أن يقارن الانسان بين حالهم اليوم وليس بينهم (وأخص تحديدا أهل المناطق العربية الأصلية الواقعة شبه الجزيرة ممن يمكن ان نعتبرهم عربا حقا لا إجبارا) وليس بينهم عالم معروف أو طبيب مشهور أو مهندس مرموق وجل اسهامهم الحضاري هو البحث في حدود المسموح برؤيته من جسد المرأة أو تحليل أنواع الزواج بعد أن توافقوا على تجاهل الكثير من العلوم التى قد تودي بهم –بحسب اعتقادهم – مورد الهلاك مثل علوم الفلك مثلا فها هو مفتيهم الجليل وعلامتهم بن باز يقول في كتابه المسمي  الأدلة النقلية و الحسية على جريان الشمس و سكون الأرض و إمكان الصعود إلى الكواكب ) من مطبوعات الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة سنة 1395 هجرية بعدم كروية الأرض وأجد نفسي مضطرا لنقل جزء مما جاء فيه تجنبا لظن البعض أننى أنقل ما لم يقل فتحملوا لكن تبصروا بما كتب ، يقول بن باز:
(ص23) و كما أن هذا القول الباطل - يقصد ثبوت الشمس ودوران الأرض- مخالف للنصوص فهو مخالف للمشاهد المحسوس و مكابرة للمعقول والواقع لم يزل الناس المسلمهم وكافرهم يشاهدون الشمس جارية طالعة و غاربة ويشاهدون الأرض قارة ثابتة و يشاهدون كل بلد و كل جبل في جهته لم يتغير من ذلك شيء ، ولو كانت الشمس تدور كما يزعمون لكانت البلدان والجبال و الأشجار و الأنهار والبحار لا قرار لها و لشاهد الناس البلدان المغربية في المشرق والمشرقية في المغرب ولتغيرت القبلة على الناس حتى لا يقرّ لها قرار و بالجملة فهذا القول فاسد من وجوه كثيرة يطول تعدادها . 

(
ص24 ) ثم هذا القول مخالف للواقع المحسوس فالناس يشاهدون الجبال في محلها لم تسيّر فهذا جبل النور في مكة في محله وهذا جبل أبي قبيس في محله وهذا أُحــد في المدينة في محلّه و هكذا جبال الدنيا كلها لم تسيّر و كل من تصور هذا القول يعرف بطلانه وفساد قول صاحبه و أنه بعيد عن استعمال عقله وفكره قد أعطى القياد لغيره كبهيمة الأنعام فنعوذ بالله من القول عليه بغير علم و نعوذ بالله من التقليد الأعمى الذي يردي من اعتنقه و ينقله من ميزة العقلاء إلى خلق البهيمة العجماء . 

(
ص 39 ) ثم الناس كلهم يشاهدون الشمس كل يوم تأتي من المشرق ثم لا تزال في سير و صعود حتى تتوسط السماء ثم لا تزال في سير ، وانخفاض حتى تغرب في مدارات مختلفة بحسب اختلاف المنازل و يعلمون ذلك علما قطعيا بناء على مشاهدتـهم و ذلك مطابق لما دل عليه هذا الحديث الصريح -حديث سجود الشمس- والآيات القرآنية ولا ينكر هذا إلا مكابر للمشاهد المحسوس و مخالف لصريح المنقول و أنا من جملة الناس الذين شاهدوا سير الشمس و جريانها في مطالعها و مغاربها قبل أن يذهب بصري و كان سني حين ذهاب بصري تسعة عشر عاما و إنما نبهت على هذا ليعلم القراء أني ممن شاهد آيات السماء والأرض بعيني رأسه دهرا طويلا والله المستعان وبالجملة فالأدلة النقلية والحسية على بطلان قول من قال إن الشمس ثابتة أو قال إنها جارية حول نفسها كثيرة متوافرة و قد سبق الكثير منها فراجعه إن شئت . 

و النتيجة هي :
(
ص23 ) فمن زعم خلاف ذلك وقال إن الشمس ثابتة لا جارية فقد كذّب الله و كذّب كتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد "
"
ومن قال هذا القول فقد قال كفرا و ضلالا لأنه تكذيب لله ، وتكذيب للقرآن و تكذيب للرسول (ص) لأنه عليه الصلاة والسلام قد صرح في الأحاديث الصحيحة أن الشمس جارية وأنها إذا غربت تذهب و تسجد بين يدي ربها تحت العرش كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث أبي ذر -رضي الله عنه -وكل من كذب الله سبحانه أو كذب كتابه الكريم أو كذب رسوله الأمين عليه الصلاة والسلام فهو كافر ضال مضل يستتاب فإن تاب وإلا قتل كافرا مرتدا و يكون ماله فيئا لبيت مال المسلمين كما نص على مثل هذا أهل العلم . "

وترى أنه واتفاقا مع منشأه الثقافي وضع العقوبة لكل من يعارض ما ذهب إليه وهي القتل بإعتباره كافر مرتد ولم ينس بكل تأكيد أن يوصي بماله للمسلمين
ولا شك أن هذا ليس غريبا بالطبع على أناس خسروا أحد معاركهم لأن خليفتهم كان يرى أن هناك ضرورة لإتباع ما جاء بإحدى الآيات عن وجوب مقابلة الأعداء (صفوفا مرصوصة) وهكذا تجد من العسير على الفهم تصديق أن اصحاب هذه العقليات قادر على إبتكار الجديد في العلم والفن وقد استساغوا ما اتفقوا عليه من الثبات على (النقل) عن السلف الصالح وعن الكتاب والسنة واعتبار كل ما عداها بدع وضلال
اذن من الطبيعى ان يثور السؤال : كيف اسهم هؤلاء في إثراء الحضارة واخذ عنهم الأوربيين؟
كلنا نذكر واقعة غزوة الخندق واستخدامهم المنجنيق وان اللذي اشار عليهم به كان احد المجاهدين سلمان الفارسي وهو كما يظهر من اسمه من اهل فارس ممن اسلموا واعتبر العرب ان المنجنيق من منجزات العرب من خلال توظيفه في المعركة
بل ان المثير للسخرية أن أفضل واكبر علماء اللغة عندهم واللذي أسس لعلم النحو هو (سيبويه) وهو لم يكن عربيا بل فارسيا
وجريا على ذلك ستجد أن جل علماء الحضارة العربية المزعومة هم من الشعوب التى اعتنقت الاسلام ولم تطأ أرجل هؤلاء العلماء ارض جزيرة العرب
بل من اللافت للنظر بشدة أنهم بحكم نشأتهم الصحراوية كانوا يخافون البحر اللذي وصفه عمرو بن العاص لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب مقربا له صورة المراكب قائلا: دود على عود
وكان ان اقسم عمر بن الخطاب قسمه الشهير: والله لا أحمل مسلما فيه ابدا
لكن ذلك تغير واضطر العرب الى التعامل مع البحر ولكن على طريقتهم فنقلوا بنائين السفن المهرة من الاسكندرية الى سورية لتأسيس دار تصنيع السفن لكنهم ظلوا لا يرتادون هذه السفن وسيرها لهم نفر من البلاد المحتلة
ولا داعي لأن نسهب كثيرا في ذكر كل عمل او ابتكار عربي وتفنيد ذلك وذكر اصل المبتكر واصل شعبه فيمكننى ان اترك لكم ذلك وكل من لديه اسم عالم عربي يبحث عن اصله ويرده اليه ويعلق على المقال ذاكرا اسم العالم وجنسيته الحقيقية لكنني سأنتقل من هنا الى ما اسفر عنه ذلك .
وما اسفر عنه ذلك كان متماشيا مع أراء علماء النفس في ذكر الافراد او الجماعات التى تشعر أنها أقل من غيرها سواء على المستوى الفنى او الثقافي او الادبي فما بالك بمجتمع كامل يشعر أنه لم يأت بشئ سوى بكتاب دين ليس له فضل فيه سوى التلقي الصامت ؟
في هذه الحالة تصاب هذه المجتمعات بما يصاب به الأفراد من العقدة النفسية المعروفة Inferiority complex أو عقدة النقص و يبدأون في ممارسة ما يطلق عليه علماء النفس Defensive tricks لينتهى بهم الحال للوقوع في براثن التعويض الزائد فيقولون بتفوقهم بشكل مبالغ فيه ويعمدون الى استقدام أهالى شعوب الحضارات اليهم وتحت ضغط الحاجة يسومونهم العذاب ويكون من الممتع لهم بطريقة سادية أن يجدوا من اهل هذه الشعوب من هو على استعداد للتصريح بذلك والقول بأنهم متفوقون سواء كان ذلك مقابل مال أو عمل أو مصالح أيا كانت
ويبدو أنهم وبسبب قحالة اراضيهم وضعف مواردهم-حتى ظهور البترول- قد صبروا كثيرا على هذه الحالة المرضية دون ان يملكوا لها تصريفا الى ان ظهر البترول في اراضيهم وفي نفس الوقت اللذي ظهرت فيه الثروة في اراضيهم ظهر على الجانب الآخر لدى شعوب الحضارات الثورة ، وكان منطقيا وقد ظهرت الثروة في بلاد العرب بينما ظهرت الثورة في بلاد الحضارات أن تتحول الثورة الى فقر وتأخر اقتصادي بينما تحولت الثروة في بلاد العرب الى قدرة على التأثير فاق في احيان كثيرة ما يمكن لبلاد العرب الحقيقة ان تمارسه في الاوضاع العادية
وبينما غرق اهل الهلال الخصيب واحفاد الفراعنة و الامازيغ في الثورات أو الحروب كان النفط يغرق بلاد العرب قاطبة ومع قلة عدد السكان هناك كان الاحساس بالوفرة يتعاظم
والمثير في الأمر انه بدلا من ان يصبح الامر مثيرا لأبناء شعوب الحضارات ولو حتى للدهشة والتساؤل :لماذا اصبحوا كذلك ولماذ اصبحنا على مانحن عليه   تكفل مجموعة من الكتاب في كل دولة بإسكات الاسئلة في الاذهان عن طريق الدفع بالعروبة وانجازاتها بينما على الصعيد الاخر كان الدفع بفكرة الاسلام وارتباطه بالعروبة يجعل المساس بهذه الدول من المحرمات .

ويبدو ان حالة من حالات التلاقي بين الثروة وكتاب الثورة كانت آخذه في التجذر وكان من نتيجة ذلك ما نراه حتى اليوم من اتقاء التعرض لهم حتى اللحظة على صفحات الجرائد والمجلات والكتب إلا من بعض قليل من اليساريين

أما على صعيد الفن فحدث ولا حرج فبما انهم لا ينتجون ما يمكن ان تطلق عليه فنا فقد انفقوا الغالي والنفيس للسيطرة على الانتاج الفنى في دول الهلال الخصيب والمغرب العربي ومصر فأصبحوا اكثر مستوردي ومستهلكي الفن من هذه الدول لكن كان لذلك ثمنه فلكي يعرض احد اعمالك او يباع لديهم يجب ان ترتبط بشروط الموزع الخليجي والقناة الخليجية والمتلقي الخليجي وما يفرضونه من قيود على الموضوع والشكل
وكانت احدى الظواهر اللافتة للنظر تدخلهم دعما ومساندة لخوض معارك حجاب الفنانات ممن قبلن تغيير دورهن من التمثيل على الشاشة الى التمثيل على الناس فارتدوا عباءات الداعيات وكان ثمن ذلك حاضرا وسريعا بالطبع
ولم يكن ذلك كافيا فتغييب عقول شعوب الحضارات كان معركة حياة او موت خوفا من انتفاضة تحرق الاخضر واليابس وكان خير معين لهم في معركتهم المتأسلمين على يمين ويسار التيار الاسلامي مهددين الكتاب والميقفين او مغتالين لهم
ان كان قد بقى شئ فهو اننى احب ان تشاركوني هذه المقالة بصورة عملية بأن يكتب كل منكم اسم عالم محسوب على الحضارة العربية ويحدد جنسيته او بلد المنشأ الحقيقي له وكلي ثقة أننا نبنى بناء يحتاج إلينا جميعا وانه قد قارب على الإنتهاء
أما من أراد منكم الاطلاع على المزيد حول الموضوع او تحميل الكتاب المثير للدهشة لمفكره بن باز فيمكنه ذلك عبر رابط مدونتى مدونة مرفوع من الخدمة على هذا الرابط





Hotmail: Powerful Free email with security by Microsoft. Get it now.