أمة الذين لا يقرأون !!
(1)
صباح السبت ، السابع عشر من شهر الصيف الماضي ، والكاتبة البريطانية " جي كي رولينغ " تبدأ في سرد الفصول الأولى من روايتها الجديدة " هاري بوتر والأمير نصف الساحر " ، والتوقعات تشير إلى احتمال أن تصل مبيعات الرواية الى 5 ملايين نسخة خلال الشهر الأول لنزولها إلى المكتبات .
(2)
مساء نفس اليوم ، أى بعد انقضاء أربع وعشرون ساعة ، مبيعات الرواية تصل إلى 8 ملايين نسخة ، محطمةً بذلك توقعات أشد المتفائلين .
(3)
" هاري بوتر" .. الطفل المهذب الشكل ، الأنيق ، المرتب في مظهره ، والذي يتمتع بقدرات ساحر كبير ، ينتشر في كافة المحطات التي تقدم برامجها للأطفال ، ويصبح بطلاً قومياً لكل أطفال العالم ، وهاهو يخترق حصناً جديداً دافعاً بذلك ملايين الأطفال لممارسة عادة القراءة .
(4)
رواية تبيع ثمانية ملايين نسخة في يوم واحد ، هذا يعني أن هناك ثمانية ملايين قارئ على الأقل أقبلوا على القراءة قبل أن تغرب شمس السبت الذي وافق السابع عشر من شهر الصيف الماضي ، فهل سألتم أنفسكم كم قارئ للكتب عندنا ؟
(5)
كم قارئ عندنا نحن ؟ نحن أمة (( اقرأ بسم ربك الذي خلق )) .. نحن أمة محمد عليه الصلاة والسلام الذي ألزم كل أسير من المشركين بتعليم عشرة صبيان من المسلمين .. نحن الأمة التي يحث دينها على طلب العلم (( ولو في الصين ))
(6)
هل تريدون معرفة الجواب ؟ تهيأوا إذاً للفاجعة .
(7)
تقول الإحصائيات أن إجمالي ما تنتجه الدول العربية من الكتب لا يتجاوز 1% من الإنتاج العالمي ، وأن الطالب العربي لا يقرأ خارج قاعات الدرس إلا ما مقداره ست دقائق فقط لا غير . . فهل تريدون المزيد ؟
(8)
كل عشرين عربي يقرأون كتاباً واحداً .. بينما يقرأ كل بريطاني سبعة كتب و يقرأ كل أمريكي إحدى عشر كتاباً ، أي أنهما يقرآن إجمالي ما يقرأه 220 عربي .. فهل تريدون المزيد ؟
(9)
في العام 2005 مسيحي طبعت بريطانيا 200 ألف عنوان جديد .. وأمريكا 172 ألف عنوان .. وإسرائيل 4000 كتاب .. بينما بلغ مجموع ما طبعته الدول العربية مجتمعة وهى ( 22 ) دولة .. 3500 كتاب !! نصفها عن السحر والأكلات وعذاب القبر.. فهل تريدون المزيد ؟
(10)
كل مليون مواطن عربي يبلغ نصيبهم 4.4 كتاب مترجم .. بينما يتحصل كل مليون اسرائيلي على 380 كتاب مترجم .. وكل مليون مجري على 500 كتاب .. وكل مليون أسباني على 950 كتاب مترجم .. فهل تريدون المزيد ؟
(11)
الكاتب المشهور " ستيفن كينج " باع على النت 41 ألف نسخة من روايته .. فهل ثمة من وصل منا إلى واحد في الألف من هذا الرقم ؟
(12)
بعد كل هذه ( الهزائم ) .. ترى هل سألتم أنفسكم يوماً ، كم من مدارسنا توجد فيها مكتبة ؟ وكم من بيوتنا يحتفظ برف متكامل للكتب ؟ وهل تُدرس مادة القراءة في مدارسنا بالشكل الذي ينتج طالباً قارئاً ؟
(13)
بعد كل هذه الأسئلة .. والهزائم .. اقول لكم : صح النوم .. لقد خسرتم معركة القراءة قبل أن تبدأ .. عودوا إذن إلى أغاني الفيديو كليب وتابعوا فنانات التوبة النصوح .. وشيوخ الفتاوي المضحكة .. فهل تريدون المزيد ؟؟!
Windows 7: It helps you do more. Explore Windows 7.
