صلاة أم شريط مسجل....!

 

 

ألا يمل ذلك المدعو إلهاً من كثرة تكرارهم لنفس الكلام...؟!

إن أي حوار بين شخصين سيعبر بالضرورة عن مستوى ثقافتيهما ومدى تحضرهما وطريقة تفكير كل منهما، ولكن عندما نتحدث عن الصلاة والتي هي من المفترض أن تكون حواراً بين الإنسان وبين من يدعوه إلهاً، فإن هذا الحوار هنا يعكس الكيفية التي يرى بها هذا الانسان إلهه.
فعندما يتقدم الإنسان إلى إلهه يومياً مكرراً نفس الكلام بنفس الطريقة دون أن يتساءل إن كان هذا الكائن على الطرف الآخر يمل أو لا يمل من كثرة تكرار نفس الحديث، فإنه بذلك يؤكد أن إلهه هو عبارة عن آلة تتجاوب مع إعادة شحنها من خلال كلمات معينة، لأن الإله الحقيقي وباعتباره شخصاً حياً فمن المفترض أنه يسمع ويتكلم ويناقش ويتحاور وبالتالي فإن الصلاة تكون حديثاً يتعارف من خلاله الطرفان وتتقارب وجهات نظرهما وفي هذه الحالة تكون علاقة الإنسان مع من يدعوه سيداً ورباً تسير في الاتجاه الصحيح.

فالصلاة إن لم ترفع الإنسان إلى مستوى إلهه فهي ستهبط بإلهه إلى مستواه، وإن لم تقرب بينهما فهي مجرد تكرار باطل للكلام وتحويل للانسان إلى شريط مسجل يعيد نفسه مراراً وتكرارا،ً فتخيلوا وضع الإله وهو يسمع هذا الشريط يومياً ملايين المرات من ملايين الأشخاص، هل يعقل أنه لا يصاب بصداع؟

الإله الحي هو من ينعكس مفهوم الحياة والحيوية في صلاة أتباعه وليس من تتحدد ملامح رتابته في صلواتهم التي تعكس مفهومهم لإلوهيته وعلاقتهم به.

 

جورج فارس
it_is_george@yahoo.com



Windows 7: Easily stream music. Find out how.