الأوجاع الدينيه


 


مرحبا ايها الأصدقاء هذه مقالتي الجديده
الأوجاع الدينيه 
 نشرت
07:02:00, 04.01.2010

كيف تحافظ الأديان على بقاءها بإيلام أتباعها؟


بداية اود أن أشكر الصديق نبيل من موسكو الذي ارسل لنا صور هذا المقال وهي عباره بوسترات قديمه كانت تستعمل ايام الثوره البلشفيه في روسيا لمُحاربة الأديان و توعية الشعب من خطرها. ستجدون في احدها رسماً لشيخ مُسلم و حاخام يهودي ايضاً.

مرت علينا عاشوراء قبل اسبوع تقريبا والتي من طقوسها جلد وتعذيب النفس، والجدير هنا ان اشير الى فقرة قرأتها لمقال بعنوان الميثولوجيا العالميه في ملحق صحيفة البيان الادبي كتب فيه أحمد عمر التالي: " وتبقى الميثولوجيا الرافديه (بلاد الرافدين) مثولوجيا بكاء ونواح مستمر على دموزي (تموز) الذي افتدى زوجته أينانا (عشتار) المخطوفه من الالهه والتي عادت لتبكي في شعائر حزن لاتنتهي" وهنا نتسائل هل العاشوراء هي إستمراية تلك الثقافه السومريه من بكاء ونواح..هل الحسين اليوم استبدل دموزي الامس؟ هل هناك تشابه بين كلمة عاشورا وعشتار..من يدرى؟

بالنسبة للناس الطبيعيين مثلي ومثلك، الألم دلالة على وجود مرض أو وعكة في الجسم تحتاج الى علاج. الألم لمن مثلي و مثلك شيء يجب تجنبه، لأن وجوده يعني حالة المرض. طبعاً هذا للناس الطبيعيين كما قلت، ولكن أهناك أناس غير طبيعيين يسعون الى إلحاق الألم عمداً بأجسادهم؟

نعم بالطبع هناك من هو كذلك وهم ضحايا الأديان التي تقوم مُتعمدة بالبحث عن سُبل إيلام الأنسان لجسمه . لماذا يفعل الناس ذلك بأنفسهم؟ هل لأنهم مجانين؟

سأطرح في مقال اليوم هذه الظاهره الشاذه و الغريبه : لماذا يتعمد المؤمنون بالأديان إيذاء انفسهم و إيلامها؟ وماهي الأجابات الدينيه على ذلك؟ وهل خلفها أسباب منطقيه؟

بما ان عقلي لا يمكن أن يتقبل اي شيء من الممكن أن يُطلق عليه " ألام مقدسه" لان كل من يفكر بذلك ماهو إلا مجنون. و هدفنا اليوم هو معرفة سبب ذلك الجنون، لذا و في سياق هذا المقال سأشير اليها بإسم الآلام الدينيه ، حتى لانقع في فخ المسيحيه الشريره التي تسميها " آلاماً مقدسه".


إيلام الجسد و تعذيبه ظاهرة منتشره في اديان كثيرة وليس الإسلام فقط. نشهد ممارستها بوضوح عند الشيعة المسلمين الذين يطبّرون جباههم ( يضربونها ضربا خفيفاً متواصلا بالسيوف حتى يشجونها) او يجلدون انفسهم بالسلاسل و الصناقل. كان المسيحيون الكاثوليك يقومون ايضاً بجلد أنفسهم ومع ان هذا إختفى تقريباً في القاره الأوروبيه إلا انه يمارس في البقاع المتخلفه خارج العالم الغربي كالفليبين و امريكا اللاتينيه. هناك الهندوس ايضاً الذين يخرجون في مواكب يقوم فيها الناس بخرق جلودهم بألات حاده. وقبل ان ينتشي المسلمين السنه و يفرحون فهم يفعلون ذلك أيضا، بعض فئات السنه الصوفيه تمارس هذا التعذيب و إحداث الالم للجسد. واحيانا تراه بصورة غير واضحه من خلال الصيام و الأمتناع عن الماء و الطعام لساعات طويله، والتعفف و الحرمان من الجنس، او ترديد أدعيه و جُمل مُكرره تؤدي الى تعطيل التفكير و إضعاف العقل كما حدث مع
هذا الملا الباكستاني الأحمق الذي دخل في الباب.

نحن نجد اليوم صعوبة في فهم لماذا يقوم بعض الناس بالبحث عن الألم بدل التخلص منه؟ لقد تمكن الطب الحديث من تفسير الالام وعرّفها على أنها جرس انذار لخلل في صحتنا. ولكن هؤلاء الذين يتبعون طقوسهم الدينيه يحضون على ذلك ويتهيأ لهم لهم ان شبحاً مختبأً في السماء يبتهج لإلحاقهم الأذي بأجسادهم و تعذيبها.



إيقاع الألم في جسم الأنسان يمارس من قبل الأديان لأغراض طقوسيه متعدده. منها ما يقع في خانة الأنضباط او بالمصطلح العسكري " الضبط و الربط" و هي تؤدي دورها تماماً كما تفعل الإجراءات العسكريه الصارمه بالجندي فهي تكيفه على التنفيذ بدون مناقشه، مثال هذه الصلوات، والصوم و الأدعيه التي يرددها الأنسان ببغائيه. قبل اسبوع من رمضان استلمت من صديق بالبحرين حزمة من الأدعيه في إيميل من بتوع " أنشر ولك الأجر" ينصح فيها المُرسل الأصلى ان يردد كل دعاء واحد لعدد من المرات فهذا الف و هذا الفين، قبل و بعد كل صلاه. فكتبت إليه: هو الله مُتخلف عقليا..الا يفهم من أول مره؟

النوع الثاني من طقوس إيلام الأجساد هو مايُستخدم لأعداد المُدعوذين و الشارلتان من الوصول الى درجة من درجات الدعوذه او الزهد في في حالة الصوفيه.. أو تلك التي تستخدم لإدخال أحد الحمقى الى سلك الرهبنه ليعيش سعيداً بعذاب النفى. يستخدم هذا النوع كذلك في تجهيز الشامّان و طاردي الجن و الشياطين من الاجساد و معالجي السحر من دجالي الشعوذه الاسلاميه المُسمّاه بالرقيا الشرعيه ( طرد الجن و الأرواح الشريره يتم بتعذيب جسد المصاب الذي يكون في مجرد مريض نفسي).

النوع الثالث يكون إحتفاليا مثل العيد من طقوس الحج و صنوف العذاب و الحرمان التي يمر بها هذا الحاج. او المآتم و طقوس دفن الموتى، او الأحتفال بعيد الفطر من بعد ثلاثين يوما من الصيام القاسي.





هناك نماذج كثيره من الآلام الدينيه و ماورد في الفقرة أعلاه ليس إلا أمثلة عنها لأن التعرف على هذه الأمثله هو بداية تفهّم الوظيفه التي تخدم فيها هذه الآلام الأديان؟

الشيء المشترك بين الأديان هو إحتقارها للجسد، فهي تصوره على انه من طين و تراب و انه قذاره و نجاسه،و يبدو لي انها كلها تستمد سندها لإلحاق الألم بالجسد بسبب هذا الإحتقار إعتباره هو المذنب و منه تنطلق الرغبات والشهوات ، فإيلامه يسمو بالروح الخربوطيه..او هكذا يعتقدون، حسناً فالندع هذه النقطه جانباً الأن و لنذهب الى الآلام الدينيه المتعلقه بالعقوبات.


تمارس الأديان كذلك تعذيب الجسد عند إيقاع العقوبات على الأفراد المخالفين لتعاليمها. وهي ما يسميه الإسلام القصاص مثل جلد من يشرب البيره و الكحول و من يمارس الجنس خارج سلطة المدعوذين، كرجم الأنسان بالحجاره بعد أن يدفن الى نصفه ، حتى تتهشم جمجمته و يموت. رغم تفاهة هذه الذنوب، إلا أن الاديان ترى أنها جرائم لإنها تخالف معايرها، وتفرض هذه العقوبات الوحشيه على من يتجرء عليها.

الواقع ان هذه الأديان و بالذات الإسلام و المسيحيه تعتقد أن هذا التعذيب الجسدي سيطهر روح الأنسان فيتجنب العقوبه في العالم الأخر، اي ان الله لن يعذبه بعد ان يموت ( اي عقل هذا؟). المسيحيه تظن ان هذه العقوبات ستنقذ هؤلاء من الجحيم، اثناء محاكم التفتيش الاسبانيه كان الكاثوليك يعتقدون انهم ينقذون ارواح من يعذبونهم من الجحيم و يخلصونهم منها بالإيلام.



وهنا دعوني أعود الى المثال العسكري، فالألم للجندي يعلمه الطاعة و التنفيذ و ذلك من خلال معاناة الجسد. الأديان تستخدم نفس هذه الروح، فبينما تعد العسكريه الجندي للحرب فاي حرب يعدها الدين بهذه العذابات الجسديه؟

هذه الحرب هي حرب يشنها الدين ضد الجسد بحد ذاته. فالجسد يمثل الماديه و المتعه فمادام الجسد سعيداً، تشقى الروح ومتى ما خسر الجسد الحرب و تحطم، تنتصر الروح، نعم كلام فاضي بس الذين يفكرون هكذا ليسوا طبيعيين كما ذكرت، انهم مؤمنون بالله. فخسارة الجسد ترفع بالروح الى مقام اعلى و تصبح اكثر نقاء و هباء الخ الخ.




ولكن أهل الأديان خبثاء، فالألم و المعاناه يجب ان لاتتم في الخفاء و سراً ، بل يجب ان تتقاسم و يشترك الناس بعملها معاً ليصبح هذا الألم موحداً لهم ( الأعياد الدينيه ) وذلك لخلق مجتمع ديني، فالألم يقتسم و معناه يعلن للجميع، فالألم سيذكرني بآلام المسيح سبايدرمان على الصليب و آلام الحسين و غيرهما. ويكون هذا في طقوسيات خاصه يتم فيها تبادل الخبرات و تذكر آلام الأنبياء و المقدسين و آل البيت و المسلمين الأوائل و سكان المريخ. بدون تقاسم الألام و الاشتراك فيها و بدون تفهم مغزاها فلن يكون للدين و جود.

انه من غير المتصور بدون هذا الإستذكار و المراجعه للألام السابقين أن ينتج الدين إستشهاديين للمستقبل كما نرى في حالة تنظيم القاعده. انه هذا الذي يجعل أم فلسطينيه مسلمه تتحدث بكل فخرعن طفلها الذي هو في السماء شهيداً.. بينما جثته قد تبعثرت الى اشلاء بعد تفجيره نفسه. انها تتمتع بهذا الألم ، و لولا مشاركة المجتمع الديني من حولها معها لأستيقظت على مدى فداحة خسارتها.



وهذا يعني ان هناك نوعين من الآلام، الآلام الجسديه التي نشعر بها أنا و أنت و نذهب للطبيب لأنها تخصنا و حدنا..وهناك الآلم الديني الذي يتم المشاركه فيه مع اللأخرين ..هناك الم يفصلنا عن الأخرين و ألم يجمعنا معهم..الأخير هو الم مسرحي إستعراضي يؤكد لهؤلاء انهم لايخدعون انفسهم، فكيف يخدع نفسه من يتحمل هذا الألم في سبيل رب الرمال؟

من جهة أخرى ، يعمل هذا الألم على تعزيز قدرتنا على الإحساس بالهوية ، وتعزيز روابط بمجتمعنا ، وبالتالي تحسين شعورنا بالراحه و الأطمئنان. المفتاح هنا ، ليست شدة الألم ولكن العمليه النفسية التي تفسره .

هذا الألم يقلل من اهمية الفرد ويربطه بالمجموعه الدينيه، فتصبح اقوى و يصبح إنتماء الفرد أهم حتى من نفسه و اولاده فحياته لاشيء بدون دينه.



تجربة الألم والمعاناة تخلق حالة وعي يغير فيها الشخص نفسه بمعنى ان "الأنا" تصبح ضعيفه و تخبو و تتضاءل. ونتيجة لذلك ، يأتي وجود جديد ويحل محل تلك "الأنا" . فتذوب إستقلالية شخصية الفرد لتفسح مجالاً " للوجود الجديد" ليأخذ مكانها. هذا الوجود هو الطائفه او الجماعه الدينيه..او الله بنفسه.

الألم ايضا هو الحل مقابل الذنب. فالذنب لايتطهر الا بالكفاره ، و الكفاره تكون في العقاب الديني الماً كالجلد و الضرب لهذا الجسد المذنب. ويصبح الألم ايضاً وسيلة لإهانة الانسان و تدمير شخصيته و كيانه حتى يعود الى كنف الجماعه لذا يصر الأسلام على ان يشهد عذابه طائفة من المؤمنين، (التعزير) اي يتفرج عليه الناس و هو يُهان .


في بلاد الرمال كذلك لايزول العار إلا بالعقاب الوحشي بإراقة دماء الفتيات المذنبات و قتلهن. انه ايضا تعذيب للجسد ليغفر الله لهن و تستريح روحهن، و يعود المجتمع الديني لتقبل أهل الفتاه المذنبه.

كما رأينا، فأن تجربة الألم شيء مشترك بين الثقافات الدينيه المختلفه، وإن إختلفت نماذجها فهدفها واحد، تحقير و إهانة الجسد و تحطيم إستقلالية العقل و الشخصيه. لا يمكن فهم الأديان و اساليبها الخبيثه بدون فهم تعاطيها المُعقّد مع مسألة الألم و المعاناه و التعذيب الجسدي. ايقاع الألم بالجسد ماهو الا اسلوب من اساليب غسيل الدماغ
.إستمع في هذا اليوتيوب الى هذا السلفي السعودي الأهبل كمثال على دماغ مغسول.



الأسلام احد أسوء الديانات في العالم من حيث تحقير الجسد و تعذيبه، خذ حجاب المرأه و نقابها، فما هو إلا إيلام لجسد المرأه الجميل و تحطيمه، وإلغاء لشخصيتها. الأسلام دين يجعل حياتك جحيماً، بحجة إنقاذك من جحيم ليس له وجود الا في نفسيتهم المرضيه.

بن كريشان



 هذا المقال على بلوقسبوت

http://benkerishan.blogspot.com/feeds/2738526196960245874/comments/default 
المخلص لكم، بن كريشان
http://benkerishan.blogspot.com


New Windows 7: Find the right PC for you. Learn more.