عندما تصبح المرأة شبحا

عندما تصبح المرأة شبحا

 
تمعنت مليّا في صورة هذا الشبح، وغصت في تفكيري!
تساءلت، بعيدا عن محمد وكل تعاليمه: هل ومتى ستفيق تلك الأمة من سباتها؟
من يحق له أن يسحق كائنا بشريّا إلى هذا الحدّ؟!!
من يحق له أن يجرّد تلك المرأة من إنسانيتها؟!!
من يحق له أن يسلبها عزتها بنفسها؟!!
ليتني أستطيع أن أصل إلى أعماق تلك المرأة، ليتني أستطيع أن أتوصل إلى حقيقة مشاعرها بعيدا عن إرهاب الرجم والجلد وقطع الرقاب!
ليتني أستطيع أن أشرب معها فنجان قهوة، أن أدردش، أن أسألها عن أحلامها، إن كان لها بعض منها، ليتني أستطيع أن أسألها هل شعرت يوما بالحبّ، هل لمست يد حبيبها، هل تعطرت له، هل شمت عبير وردة، هل نظرت إلى أشعة الشمس وهي تشرق، هل ضحكت، هل فرحت، هل قرأت كتابا اختارته لنفسها، هل ترنمت على ألحان أغنية، هل مارست رياضتها المفضلة، هل تعلمت جدول الضرب، هل شربت فنجانا من القهوة على شاطئ البحر وهي تراقب السماء عند الغروب، هل شرحت لطفلتها كيف تعتز بنفسها كانثى، أو هل تعرف بأنها هي التي تصنع الرجل ولقد حبتها الطبيعة بميزات تؤهلها للقيام بتلك المهمة.
ليتني….
ليتني….
ليتني….
بل ليتني ألتقي مع الرجل المسؤول عن تحويل تلك المرأة إلى شبح مرعب، سأسأله كيف يشعر برجولته عندما يقتنع بأنه يخاف عليها من نفسه، إذ لا يستطيع أن يضبط غرائزه، ولذلك يقفل عليها استهتارا بقدرتها على حماية نفسها!
ليتني ألتقي به بعيدا عن السيف والسوط والحجر، ليتني ألتقي به لأثبت له بأن رجولته تكمن في قدرته على ضبط نفسه، ومن يخاف على أنثاه من الرجل الآخر، يجب أن نخشى على أنثى الآخر منه.
لقد فشل ذلك الرجل في إثبات هويته الذكرية في كل ميادين الحياة، ولم يبق لديه ما يتعلق به سوى ذلك البرقع، فعندما يجبر الأنثى في محيطه على ارتدائه ينتابه إحساس كاذب بأنه مازال يتحكم بزمام أمره!
ويبقى هو وهي يدوران في حلقة مفرغة.
فشله يقوده إلى شدّ قبضته على المرأة كي يوهم نفسه بأنه مازال رجلا، وسوء معاملته لها يساهم في إفشالها وبالتالي يزيد من فشله، وهكذا دواليك.
فمن أين نبدأ؟!
 
وفاء سلطان


Hotmail: Trusted email with powerful SPAM protection. Sign up now.